المقدمة
كثيراً ما نبحث عن أنفسنا، كثيراً ما يكون الطريق غير ملحوظ أو مظلم.. ولكن!
ما هي تلك البقعة السوداء إذا..!
ما هي البراكين التي تهتز وهي علي وشك الغليان والإنفجار بداخلك..!
ما هي الشظايا الرمادية التي تتكون واحدة تلي الأخري..!
فماذا تقول لأفكارك.. فماذا تحدثها..!
ألم تقل لها أنك متعددة حقا..؟
هل الحالة البشرية لم تعثر علي أجوبة متاحة لجميع من حولك، في حين ذلك الوقت الذي
لم تلقي فيه السلام علي نفسك..!
وفي حين آخر يبحر في داخلك متاهات متوجة علي عرش أفكارك.. ألم تكن تذكرك بشئ
ما..!
فهي ظلت بداخلك تترك لك أسئلة متعددة، فظللت أنت تبحث عنها في معاجم النفس
الوجدانية، ظللت تتنفس هدوئها.. سكينتها.. نظراتها الشاردة.. أحديثها الداخلية التي لا
أحد يعلم عنها بشئ.
فماذا كنت بفاعل بها..؟
فماذا كنت تراها..؟
حينما تبحث عن الوجود..!!
عن العالم..!!
إلي أي مدي توصلت لهذه التساؤلات، الي أي مدي عرفتها حقا..؟
فهل عرفت تساؤلتها جيداً، شرودها المزمن، العرش الذاتي لها..؟
فكانت هي...
هي نفسك... يا عزيزي.
في هذه اللحظات الشاردة التي تمر بها، كانت كالحياة التي تبدلت وكأنها تتفاجئ في كل
لحظة تمر بها وهي في هذا المكان الذي سيكون له أثراً في ذلك اليوم.
ضربات القلب السريعة، شرود عينيها، المشاعر الممزوجة ببعضها البعض، القوة التي تجمعت بها وإخترقت عقلها ووضعت به بصمة وأثراً لا يمحي أبدا.
وفي إحدى المصحات النفسية بالقاهرة تجلس فتاة في إحدي الإستراحات بالمستشفي
منتظرة موعد دخولها للمقابلة الأولي لها.
مملكة الأفكار "الجزء الأول" |
السكرتيرة : آنسة خديجة حمزة أتفضلي الدكتور بإنتظارك.
الدكتور : أهلا بيكي، أولاً أنا أحب أحيكي لأنك من الناس القليلين اللي بيجو هنا بإرادتهم
من غير تدخل حد ويغصبهم علي المكان هنا.
أعرفك بنفسي أنا أسمي مروان الحكيم هبقا متابع معاكي حالتك النفسية لحد أخرها،
وهتطلعي من هنا بنتيجة كويسة وطبعا محتاج لمساعدتك معايا، ولا إيه يا خديجة...أسمع
بقا الحكاية.
أنا أسمى خديجة سني 25 سنة، المفروض السن ده سن الشباب والقوة والحياة، بس أنا
معنديش القدرة إني أستمتع بكل ده.
عاجزة عن الإحساس إني ممكن أعمل ده، أنا معنديش مشكلة ولا اتنين، لا يا دكتور
أنا عقدة يا دكتور، عقدة متكاملة حاسه إني مليش وجود، مليش لازمة، مش حابه نفسي يا
دكتور.
الدكتور: طيب في حاجة وصلتك لكل ده..؟
خديجة : الموت.
كل حاجة راحت معاهم.
كليتي متوقفة عنها لحد دلوقتي مبقاش في حاجة تحسسني بإن في حاجة تخليني أعيش عشانها، كانوا هما كل حاجة في حياتي وفجأة الحياة ديه إنتهت ومبقاش في حاجة تاني أعيش عشانها.
الدكتور: إنتي قولتي الحياة ديه إنتهت، انتي هنا عارفه عملتي إيه أولا طبعا حددتي
الحياة، ولما إنتي تحددي الحياة ديه معني كده إن فيه حياة تانية عشان إنتي مقولتيش الحياة
عامة، لكن
إنتي حددتي حياة معينة وهي حياتهم.
كل اللي إنتي فيه مشكلته الموت أولا، وحلها الإعتراف والتأهل والنضج بالمشكلة.
النقطة السوداء التي كادت أن تكون عائق في حياتك، من الممكن الإعتراف بها ومن ثم يكمن تحليلها ومعرفة قضيتها.
تعليقات
إرسال تعليق