فما الذي يعش بك سوى طفل صغير يشتاق لأيام عدة، ولكن ما هي حقا تلك الأيام وما الذي كان بها.
مملكة الأفكار "الجزء الثاني" |
الدكتور: على فكرة إنتي قوية، مش كلام وخلاص يا خديجة، وجودك هنا أكبر دليل
على قوتك وعلي حثك علي التغيير.
لكن هقولك بعيداً عن موت والدك
ووالدتك، لكن هي لازم تمشي كده يا خديجة.
هقولك كمان مش إنتِ بتنامي وقت
نومك ده الساعة فيه بتقف ولا بتفضل شغالة..؟
خديجة : لا بتفضل شغالة.
الدكتور : ليه موقفتش..؟
خديجة : مينفعش تقف، هي مش هتراعي إني نايمة مثلا وتقول هستناها لما تصحي من
النوم عشان أشتغل تاني.
الدكتور: جميل، الساعة بقي تبقى الدنيا يا خديجة، الدنيا اللي مش هتراعي حزنك ولا
هتراعي دموعك، ولا سقوطك ولا
إنهيارك، عشان كده لازم نعاند معاها.
وكمان الموت قاعدة مرسخة مفيش حد دايم إحنا مجرد فترات ومراحل مش بس في
الموت، في كل حاجة، لازم نتعود على الفترات والمراحل في حياتنا، نتقبل الشئ ده،
لما تتقبليه مش هيكون فيه قلق ما بين العلاقات والخوف والتوتر.
خديجة : فعلا يا دكتور.
الدكتور: طالما فيها فعلا يبقا إحنا خلاص قربنا، وبكده نكون خلصنا المقابلة الأولي،
السكرتارية بره هيقولوا ليكي
علي رقم غرفتك.
كثيرا ما نحتاج إلى أن نتحدث عن ألم نزع منا الكثير بل رسخ قواعدالمرض الخبيث بداخلنا وكأن تقبله مريراً، ولكن المرارة الحقيقة هي أن نكونلا شئ في هذه الحياة،هي أن تهزمنا، هي أن نتعمق في دور من أدوارالضحية.. فهي حين إذ المرارةالحقيقية.
التقبل
في المقابلة الثانية بين الدكتور وخديجة وكانت بعد يومين.
الدكتور: إزيك يا خديجة، إيه الأخبار النهارده..؟
خديجة : الحمد لله أحسن بكتير.
الدكتور: فكرتي في كلامنا طبعا، قوليلي وصلتي لإيه..؟
خديجة : فكرت ومقتنعة بيه وهبتدي إني أتقبل حقيقة الموت.
الدكتور: شئ عظيم، عارفه يا خديجة العيب في إيه..؟
في الأفكار.. الأفكار ديه شئ عظيم ممكن يخليكي فوق وممكن برده يخليكي تحت، تفكيرنا هو ده اللي بيميزنا هي ديه النقطة، تخيلي يا خديجة لو حد ماشي في الشارع وقالك كلمة معجبتكيش إنتي قدامك إنك تتصرفي تصرفين لإما تمشي وتقولي عليه إيه ده معقول ده مجنون ده ولا إيه ربنا يشفيه وتدعيله، ساعتها بالك هيكون عامل ازاى .. طبيعي هيكون مرتاح اخر راحه.
تعليقات
إرسال تعليق