قالت : تعال إليّ
واصعد ذلك الدرج الصغير
قلت : القيود تشدّني
و الخطو مضنى لا يسير
مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت
وقد أخور
درج صغير
غير أنّ طريقه بلا مصير
فدعي مكاني للأسى
وامضي إلى غدك الأمير
فالعمر أقصر من طموحي و الأسى قتل الغدا
من هو الشاعر الذي من أشد الرافضيين للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم ذلك تزوج ! |
نبذة
فعندما
ترتوي الكلمات بالأشياء التي لا تُلمس بالأيد، عندما تتروي بكل شعور مطمئن، مُحب، مُغرم،
شارد، حزين، عاشق....فهو كل الأشياء وعكسها.
فتحكي
عنه زوجته الكاتبة الصحفية "عبلة ارويني" فتقول: "محاولة العثور على
مدخل حقيقي لشخصيته أمر صعب، حيث نصطدم فيه بعالم متناقض تماما، يعكس ثنائية حادة كل
من طرفيها يدمر الآخر، فهو فوضوي يحكمه المنطق، بسيط في تركيبية شديدة، صريح وخفي في
آن واحد، انفعالي متطرف في جرأة ووضوح، وكتوم لا تدرك ما بداخله أبدا، يملأ المكان
ضجيجا وصخبا وسخرية وضحكا ومزاحا، وصامت إلى حد الشرود، يفكر مرتين أو ثلاثة في ردود
أفعاله وأفعال الآخرين، حزين حزن لا ينتهي، استعراضي يتيه بنفسه في كبرياء لافت للأنظار،
بسيط بساطة طبيعية يخجل معها إذا أطريته وأطريت شعره، وربما يحتد على مديحك خوفا من
اكتشاف منطقة الخجل فيه، صخري شديد الصلابة لا يخشي شيئا ولا يعرف الخوف أبدا، لكن
من السهل إيلام قلبه، قلق لا يحمل يقينا، تاريخ معتقداته حافل بالعصيان لكنه غير ملحد،
صعيدي محافظ عنيد وقضيته دائما الحرية، عاشق للحياة مقاوم".
من هو الشاعر الذي من أشد الرافضيين للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم ذلك تزوج ! |
حياته
فأسماه والده أمل لأنه وُلد بنفس العام الذي حصل فيه والده على إجازة العالمية فسماه أمل تيمنا بالنجاح الذي حققه. فهو "أمل دنقل" الشاعر المصري الذي وُلد في 23 يونيو لعام 1940م، بقرية القلعة بمحافظة قنا.
فكان
والده له أثر كبير في تكوين بذرة التكوين الأدبي له، فكان والده عالم من علماء الأزهر
وأيضاً لديه من الشعر ما يرثه "أمل دنقل" فتوفي والده وهو صغيراً مما أثر
عليه تأثيراً كبيراً فظهر هذا الحزن في أشعاره.
قالت : سأنزل
قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي
قالت : سأنزل
قلت : خطوك منته في المستحيل
ما نحن ملتقيان
رغم توحّد الأمل النبيل
رحل "أمل دنقل" إلي القاهرة بعد أن أكمل الثانوية في قنا، والتحق بكلية الآداب ولكنه أنقطع عن الدراسة لكي يعمل، فعمل موظفاً في عدة مؤسسات حكومية ولكنه كان دائماً ما يترك العمل ويذهب متخدراً للكتابة الشعر.
من هو الشاعر الذي من أشد الرافضيين للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم ذلك تزوج ! |
علاقته العاطفية
وحين
ذهب وشرد قلب "أمل دنقل" ذهب محباً ورافضاً أيضاً.. فكان من أشد الرافضيين
للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم شخصيته التركيبية المحبة والغامضة،
الثائرة والعاشقة، تزوج بها لأنه أحبها...أحبها كثيراً.
نزلت تدقّ على السكون
رنين ناقوس ثقيل
وعيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل
تخطو إليّ
وخطوها ما ضلّ يوما عن سبيل
وبكى العناق
و لم أجد إلاّ الصدى
إلاّ الصدى
من هو الشاعر الذي من أشد الرافضيين للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم ذلك تزوج ! |
فكتب
رسالة لزوجته ذات يوما يقول لها: "لو لم أكن أحبك كثيرا لما تحملت حساسيتك للحظة
واحدة، تقولين دائما عني ما أدهش كثيرا عند سماعه، أحيانا أنا ماكر وأحيانا ذكي، رغم
أنني لا أحتاج إلى المكر وإلى الذكاء في التعامل معك، لأن الحب بالنسبة لي وسادة في
غرفة مقفلة أستريح فيها على سجيتي، إنني أحب الاطمئنان الذي يملأ روحي عندما أحس بأن
الحوار بيننا ينبسط ويمتد ويتشعب، أكثر شيء أخافه هو تربيتك أو بالأحرى حياتك، ففي
العادة تبحث كل الفتيات اللواتي لهن مثل ظروفك عن الأمان في البيت والعمل، عن قدرة
من القلق والانشغال، وأنا لا ألومك بل وأصنعه لك متعمدا في كثير من الأحيان، إنني أحتاج
إلى كثير من الحب، وكثير من الوفاء، وكثير من التفاني، ولكنك لا تعطيني أي شيء، لدرجة
أنك إذا أحسست أني محتاج إلى كلمة حب رفضتي أن تنطقيها، إن قلبك مقفر جدا لا يستطيع
أن يكون وسادة لمتعب أو رشفة لظمآن".
من هو الشاعر الذي من أشد الرافضيين للزواج لحبه في العيش بدون نظام يقيده، ولكن رغم ذلك تزوج ! |
وفاته
أصيب
شاعر الرفض بمرض السرطان وعاني منه على مدار 4 سنوات، ليرحل عن عالمنا في 21 مايو لعام
1983م.
تعليقات
إرسال تعليق